*باقر شريف القرشي
بلغت البيئة الاجتماعية في العصور الحديثة الى درجة كبيرة من الاندماج والتشابه,وذلك بسبب المخترعات الحديثة كالراديو والتلفزيون وتيسر وسائل النقل التي قربت الاتصال مابين الأمم والشعوب,ونقل عادات كل أمة الى أخرى,وأدى ذلك بطبيعة الحال الى تبادل الأفكار على نطاق واسع لم يسبق له مثيل في العصور المتقدمة فقد اشتركت أغلب الشعوب في الاتجاهات والتقاليد والعادات.
والشيء المؤلم أن البيئة الاجتماعية في جميع أنحاء الأرض قد منيت بكثير من المخاوف والذعر وفقدان الأمن,وذلك بسبب الجشع الذي اترعت به نفوس ساسة الدول الكبرى من التهالك على غزو الشعوب الضعيفة واستعمارها وجعلها خاصة لنفوذها,ويضاف الى ذلك صراعها الحاد على المبادىء التي تعتنقها فكل منها,تريد أن تسود مبادؤها وقيمها على جميع أنحاء الأرض,وقد نجم من ذلك الحروب المدمرة الت يتشتعل لهبها في بعض مناطق العالم مما سبب اضطراب البيئة الاجتماعية,وإصابة الإنسان المعاصر بالخوف والذعر.
إن الإنسان المعاصر يعيش على أعصابه,قد فقد الأمل بغده ومستقبله لايعلم ماذا يريد به؟ وماذا أضمرت له الدول الكبرى من الويلات والشرور فقد اتجهت بلا هدي,ولارشد نحو الحروب والدمار,واستخدمت جميع أجهزتها الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية لبغي بعضها على بعض,واجهاز كل منها على الأخرى..
ففي نشرة إخبارية تذيعها محطات الاذاعة في العالم لانسمع إلا اخبار الفناء والتدمير,وأخبار الإبادة,إبادة لأرواح الناس وإبادة لاقتصادهم.
لقد وجهت الدول الكبرى اقتصاد شعوبها بسخاء الى تطوير أدوات الحروب,ودفعت العلماء الى الاختراع والإبداع فيها فكان تطور هذه الأجهزة مذهلاً ومحيراً للعقول,فالأقمار الصناعية والأجهزة الالكترونية قد استخدمت للكشف عن المواضع الاستراتيجية,وماتملكه كل دولة من وسائل الدفاع والقوة,وكان من أخطر ماتوصلت اليه الرؤوس النووية التي باستطاعتها أن تدمر أي دولة من دول العالم في بضع ساعات,وبعث ذلك على إشاعة الذعر والقلق في جميع أنحاء العالم.
حقاً أنها أزمات ثقال ومصاعب مرهقة يعيشها الإنسان,فلايعلم متى تنطلق آلهة الشر بأسلحتها المبيدة الى تدمير الحياة,وتسليم مفاتيح هذا الكوكب بيج خالقه,ومما لاشك فيه أن هذه الأخطار كانت ناجمة من فقدان التربية الواعية في نفوس ساسة العالم وقاداته,ولو كان عندهم أي وعي إنساني لجنبوا العالم من هذا الخطر العظيم,ووجهوا جهودهم نحو أمن الإنسان ودعته ورخائه واستقراره.